تتأثر البنات بصديقاتهن تأثرا كبيرا فى فترة المراهقة، وتعانى الأسر من هذه الصداقات، وغالبا ما يكون هذا التأثير بالسلب.
وتقول الدكتورة "نبيلة السعدى" أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الزوجية والأسرية:
" لابد وأن تكون هناك لغة للتواصل بين البنت فى مرحلة المراهقة ووالديها، وهى من أهم الأشياء التى يجب على الأهل الاهتمام بها حتى تمر البنت من هذه المرحلة بسلام، فكثير منا يعتقد أن مرحلة المراهقة هى الفترة التى تسوء فيها العلاقات بين الآباء والمراهقين ولكن الحقيقة أن المسألة ليست كذلك لأن ما يحدث هو عندما يصل الطفل إلى مرحلة المراهقة يميل نحو الاستقلالية ويصبح له طريقته الخاصة فى عمل الأشياء وليس مستقبل للأوامر، لذا يجب فى هذه المرحلة وما قبلها أن يتم صداقة مع المراهق مع توفير البيئة المناسبة التى تدعمه وتحتوى انفعالاته النفسية التى تحدث له فجأة وبالتالى تمر فى سلام دون أى مشاكل وهذا يحدث فى حالة تفهم الوالدين لهذا الموقف وإلا سوف تظهر مشكلة وتكون شائعة أكثرعند الفتيات".
وتضيف: "تعتبر الصديقة فى مرحلة المراهقة أكثر تأثيرا على الفتاة وهى تعتبر بمثابة السبب الأول فى انتشار السلوكيات غير السوية والخطرة لدى الفتاه، فقد يصل بالفتاة الحال لعمل أى شىء من أجل إرضاء صديقتها وتنفيذا لما تطلبه منها مثل التدخين ومصاحبة الشبان وقد يصل بها الحال إلى تعاطى المخدرات وما شابه ذلك، وتبرر جميع الفتيات هذه الطاعة الكبيرة لصديقتها بهذه المبررات:
1- والدتى دائما مشغولة بأمور البيت وليس لديها وقت للاستماع إلى .
2- صديقتى تستطيع أن تسمعنى فى كل الأوقات دون ملل وكذلك لا تلقى على باللوم ودائما تبحث عن الطرق التى ترضينى بها.
3- والدتى دائما عندما نتحاور ينتهى الحوار بالفشل لأنها تريدنى أقول حاضر ونعم دون أى مناقشة معها أوضح فيها وجهة نظرى، ولكن صديقتى تعمل معى عكس كل هذا.
4- أتحدث مع صديقتى بدون حرج وأتحدث معها فى كل شىء دون أن تقول لى كده عيب أو غلط ".
وتؤكد دكتورة نبيلة: "إذا نظرنا إلى المبررات نجدها بالفعل تحدث لذا حل المشكلة يقع على الأم بكل تأكيد لأن اقتراب الأم من ابنتها فى مرحلة المراهقة يزيدها ثقة بنفسها وعندما تكون الأم قريبة منها ومطلعة على كل مشاكلها وهمومها يمكنها التدخل السريع عند الحاجة، بالإضافة إلى أن اقتراب الأم يخفف من مشاعر الكبت والقلق والخوف الذى قد يصيب الفتاة فى هذه المرحلة ، فالحوار المفتوح بين الأم وابنتها المراهقة لا يقلل من شأن الأم أو مكانتها عند ابنتها ولكن سوف يحميها من أى رأى خطأ أو مشورة ونصيحة من فتاة فى نفس عمر ابنتك، وبالتالى تحدث الكارثة، وعلى الأم أن تتجنب الألفاظ الجارحة فى حوارها مع ابنتها المراهقة وإلقاء اللوم والتهكم وإصدار أحكام دون سماع رأى الفتاة".
وتضيف د. نبيلة: "يجب أن ندق ناقوس الخطر بشدة حتى ينتبه كل الأمهات والآباء لبناتهم المراهقات فيجب عليهم عدم غلق باب الحجرة على الفتاه وصديقها المراهقة لأنه يحدث كوراث خلف غلق تلك الأبواب ولك أن تتخيل كل شىء يخطر ببالك، وعلى الوالدين أن يعرفوا أن هؤلاء الفتيات لا يتعلموا بمفردهم أو من تلقاء أنفسهم فكما نطعمهم ونكسوهم ونعالجهم كذلك نهتم بهم ودائما نمد جسر التواصل معهم ونبحث عن من يوجهنا إذا انقطعت بنا سبل التواصل أو عجزنا عن التواصل ، ولا نجعل أى شىء يأخذ الاهتمام الأكبر من بناتنا لأن الفتاة دائما تريد أن تشعر باستمرار أن الأسرة هى الخلاص من جميع المشكلات التى يمكن أن تقابلها".
الكاتب: أمنية فايد
المصدر: موقع اليوم السابع